الأردن يوسع تحقيقاته في وفيات الميثانول ويغلق مصانع مخالفة
الأردن يوسع تحقيقاته في وفيات الميثانول ويغلق مصانع مخالفة
توسعت السلطات الأردنية، اليوم الاثنين، في تحقيقاتها بشأن قضية التسمم الجماعي الناجم عن مادة الكحول الميثيلي (الميثانول)، والتي أدت حتى الآن إلى وفاة 7 أشخاص في محافظة الزرقاء شمال شرق العاصمة عمّان، في واحدة من أخطر الحوادث الصحية التي شهدتها المملكة خلال السنوات الأخيرة.
وأعلنت مؤسسة الغذاء والدواء، على لسان مديرها العام الدكتور نزار مهيدات، عن تنفيذ إجراءات صارمة شملت إيقاف عمل ثلاثة مصانع يشتبه بتورطها في إنتاج مشروبات كحولية مغشوشة تحتوي على نسب عالية من الميثانول، كما تم إغلاق أحد تلك المصانع بشكل نهائي بعد ثبوت وجود المادة السامة داخل خزاناته، وفق "روسيا اليوم".
وشكّلت الجهات المختصة أربع فرق مشتركة من مؤسسة الغذاء والدواء والأجهزة الأمنية والطب الشرعي، باشرت فورًا عملية فحص دقيق لمواقع التصنيع غير المرخصة ومخازن الكحول، بعد أن أثبتت التحاليل وجود الميثانول في عينات من أجسام المتوفين وكذلك في موقع الحادثة، ما يرجّح أن المادة السامة كانت السبب المباشر للوفاة.
مؤشرات أمنية وطبية
وأكد مهيدات وجود مؤشرات أمنية وطبية تفيد بتناول الضحايا مواد إضافية إلى جانب الميثانول، ما قد يفسّر شدة الأعراض وارتفاع عدد الوفيات، موضحًا أن التحقيقات ما تزال مستمرة بالتعاون مع الجهات القضائية لتحديد التركيبة الدقيقة للمواد المستهلكة، ومعرفة ما إذا كان هناك طرف مروّج أو شبكة توزيع غير قانونية.
وشدد مهيدات على أن الميثانول قد يظهر في بعض عمليات تصنيع الكحول بنسب ضئيلة للغاية، لا تؤثر في الصحة، لكن وجوده بنسب عالية يعدّ مؤشرًا خطِرًا على الغش وسوء التصنيع، وقد يشير إلى وجود عمليات إنتاج غير شرعية، خارج إطار الرقابة الرسمية.
استقبل مستشفى الأميرة إيمان الحكومي في محافظة البلقاء، مساء الأحد، خمس حالات جديدة من التسمم الحاد، يشتبه بأنها ناتجة عن تناول مشروبات كحولية ملوثة بنفس مادة الميثانول، وهو ما أعاد المخاوف من انتشار واسع للمشروبات السامة في الأسواق.
تفاقم الأعراض العصبية
وأفادت مصادر طبية بأن حالتين من المصابين تم إدخالهما إلى قسم العناية المركزة بسبب تفاقم الأعراض العصبية ومشكلات التنفس الحادة، بينما يخضع المصابون الثلاثة الآخرون للمراقبة الطبية الدقيقة داخل المستشفى.
وأثارت هذه الحوادث موجة قلق شعبي ورسمي، وسط مطالبات بتشديد الرقابة على الأسواق الموازية التي تنشط في تهريب أو تصنيع الكحول المغشوش، لا سيما مع وجود شبكات توزيع غير قانونية تستغل ضعف الرقابة في بعض المناطق، وفق تصريحات غير رسمية لمسؤولين في القطاع الصحي.
ويُعد الميثانول من المواد الكيميائية القاتلة، إذ يسبّب التسمم حتى بجرعات صغيرة، وقد يؤدي إلى فقدان البصر أو الوفاة خلال ساعات في حال عدم التدخل العلاجي الفوري. ويُستخدم عادة كمذيب صناعي أو في إنتاج الوقود، ولا يُفترض استخدامه في أي مشروب استهلاكي.
الميثانول.. سم في زجاجات
سبق أن شهدت عدة دول في المنطقة العربية، مثل مصر والعراق وإيران، حوادث مماثلة أسفرت عن عشرات الوفيات نتيجة شرب كحول مغشوش يحتوي على الميثانول، وهو ما يجعل الحادثة الأخيرة في الأردن جزءًا من نمط متكرر لانتشار المواد السامة في مشروبات غير خاضعة للرقابة.
ويحذر خبراء الصحة العامة من أن ضعف الرقابة وتزايد الطلب على الكحول الرخيص يدفع بعض المصنعين إلى مزج مواد سامة لزيادة الكمية وتحقيق الربح، على حساب أرواح المستهلكين.